يلمع نجم الدعاة والشيوخ الأفاضل في شهر رمضان الكريم، وأخص بالذكر دعاة الفضائيات والمُستعرضين الباحثين عن (الـ Show) الإعلامي الذين يجتهدون لإصدار فتاوى تتعلق بالصيام، حتى وإن كان بعضها غريباً أو في غير محله، ما يجعل من يسمعها يشكك بأهلية هؤلاء الشيوخ للإفتاء.
ولأن الحابل قد اختلط بالنابل في هذا الزمان أعتقد لم تعد الفتوى حصراً على (أهل الذكر) من العلماء، بل أصبحت بضاعة يتاجر بها كل من هب ودب لأغراض لا تمت للدين بأي صلة، لذا لا تستفتوا غير قلوبكم وإن أفتاكم الناس وأفتوكم.
والحمد لله لم يفت بحرمانية التصفح والتجول (بدون محرم) عبر مواقع الإنترنت في نهار رمضان حتى الآن أي مجتهد، وهذا ما شجعني وجعلني (أتقلب) لكن ليس على طريقة فنان العرب بل على طريقتي الخاصة في الشبكة العنكبوتية إلى أن (تشربكت) بها وتشربكت هي بعقلي واللي شبكنا يخلصنا.
المُهم وصلت إلى المغرب، ولأني متأكدة من تأثير الصيام عليكم أوضح، أقصد البلد لا الأذان، وقرأت عن فتوى غريبة أصدرها رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث تقول إن الاحتكاك بين المرأة والرجل في الحافلات لا يُفطر ولا يفسد الصوم حتى لو نتج عنه ما نتج ! لكن بشرط يا أخي الصائم وهو أن لا يكون في نفسك مآرب أخرى وتكون الظروف اضطرارية، والزحمة شديدة وإجبارية، وقد علل فضيلته السبب إذا لم يستخدم المرء هذه المواصلات فكيف سيتمكن من الالتحاق بمنزله أو عمله !
ثم انتقلت إلى أم الدنيا، وقرأت فتوى لشيخ يبدو لي أنه طيب القلب ورحيم، فقد كان متساهلاً مع الصائمين العطاشى وأجاز لهم شرب الماء، وعلى غرار ذلك الحَنان أصدرت أيضاً دار الإفتاء المصرية فتوى تجيز للطلاب الذين يقدمون امتحاناتهم النهائية الإفطار إذا شق عليهم الصيام أو غلب عليه الظن بالرسوب.
وهناك شيخ آخر من العراق أفتى بجواز مضغ (اللُبان) للصائم، لكن بشرط أن تكون النية في ذلك هي التخلص من بقايا الأطعمة فقط وليس للتسلية أو للطرقعة و(المرقعة)، معتبراً أن ذلك لا يسمن ولا يغني من جوع.
وكان للإخوة المدخنين أيضاً نصيبهم من الفتاوى، فقد اعتبر أحد المفكرين أن تدخين السجائر لا يفطر، باعتباره مثل العطور والبخور وأنه مجرد دخان وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
أما أطرفهم وأخفهم دماً وعقلاً كان مفكراً جزائرياً، حيث طلب مشكوراً من وزير الأوقاف تطبيق ما وصفه (بالصيام الذكي) وهو أن يتم تقليص أيام الشهر الفضيل خلال فصل الصيف إلى 13 يوماً فقط لا غير، وقال فضيلته إن 30 يوماً من الصيام في الصيف تساوي 420 ساعة، ما يعني زهاء 52 يوماً من الصيام في فصل الشتاء.
وحتى أخرج بي وبكم من هذه الأباطيل والتُرهات، صدقاً اشتهيت (بليلة) وتحديداً بليلة العم عبدالله في المنطقة التاريخية، ولكن لا تسألوني عن مكانه فقد أضعته ولا أدري أين هو، ومن قال لا أدري فقد أفتى.
ابحثوا عنه وإن وجدتوه قولوا له إنكم من طرفي، فقد وصيته يكثر لحبايبي الخَل ولكارهيني الشطة.
ويا بليلة بللوكي، وللحبايب قدموكي، وبالطُرشي خللوكي.. آسفة تحمست سلام عليكم.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com
ولأن الحابل قد اختلط بالنابل في هذا الزمان أعتقد لم تعد الفتوى حصراً على (أهل الذكر) من العلماء، بل أصبحت بضاعة يتاجر بها كل من هب ودب لأغراض لا تمت للدين بأي صلة، لذا لا تستفتوا غير قلوبكم وإن أفتاكم الناس وأفتوكم.
والحمد لله لم يفت بحرمانية التصفح والتجول (بدون محرم) عبر مواقع الإنترنت في نهار رمضان حتى الآن أي مجتهد، وهذا ما شجعني وجعلني (أتقلب) لكن ليس على طريقة فنان العرب بل على طريقتي الخاصة في الشبكة العنكبوتية إلى أن (تشربكت) بها وتشربكت هي بعقلي واللي شبكنا يخلصنا.
المُهم وصلت إلى المغرب، ولأني متأكدة من تأثير الصيام عليكم أوضح، أقصد البلد لا الأذان، وقرأت عن فتوى غريبة أصدرها رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث تقول إن الاحتكاك بين المرأة والرجل في الحافلات لا يُفطر ولا يفسد الصوم حتى لو نتج عنه ما نتج ! لكن بشرط يا أخي الصائم وهو أن لا يكون في نفسك مآرب أخرى وتكون الظروف اضطرارية، والزحمة شديدة وإجبارية، وقد علل فضيلته السبب إذا لم يستخدم المرء هذه المواصلات فكيف سيتمكن من الالتحاق بمنزله أو عمله !
ثم انتقلت إلى أم الدنيا، وقرأت فتوى لشيخ يبدو لي أنه طيب القلب ورحيم، فقد كان متساهلاً مع الصائمين العطاشى وأجاز لهم شرب الماء، وعلى غرار ذلك الحَنان أصدرت أيضاً دار الإفتاء المصرية فتوى تجيز للطلاب الذين يقدمون امتحاناتهم النهائية الإفطار إذا شق عليهم الصيام أو غلب عليه الظن بالرسوب.
وهناك شيخ آخر من العراق أفتى بجواز مضغ (اللُبان) للصائم، لكن بشرط أن تكون النية في ذلك هي التخلص من بقايا الأطعمة فقط وليس للتسلية أو للطرقعة و(المرقعة)، معتبراً أن ذلك لا يسمن ولا يغني من جوع.
وكان للإخوة المدخنين أيضاً نصيبهم من الفتاوى، فقد اعتبر أحد المفكرين أن تدخين السجائر لا يفطر، باعتباره مثل العطور والبخور وأنه مجرد دخان وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
أما أطرفهم وأخفهم دماً وعقلاً كان مفكراً جزائرياً، حيث طلب مشكوراً من وزير الأوقاف تطبيق ما وصفه (بالصيام الذكي) وهو أن يتم تقليص أيام الشهر الفضيل خلال فصل الصيف إلى 13 يوماً فقط لا غير، وقال فضيلته إن 30 يوماً من الصيام في الصيف تساوي 420 ساعة، ما يعني زهاء 52 يوماً من الصيام في فصل الشتاء.
وحتى أخرج بي وبكم من هذه الأباطيل والتُرهات، صدقاً اشتهيت (بليلة) وتحديداً بليلة العم عبدالله في المنطقة التاريخية، ولكن لا تسألوني عن مكانه فقد أضعته ولا أدري أين هو، ومن قال لا أدري فقد أفتى.
ابحثوا عنه وإن وجدتوه قولوا له إنكم من طرفي، فقد وصيته يكثر لحبايبي الخَل ولكارهيني الشطة.
ويا بليلة بللوكي، وللحبايب قدموكي، وبالطُرشي خللوكي.. آسفة تحمست سلام عليكم.
* كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com